يعتبر الانترنت من بين أهم اختراعات القرن 21 ، ظهر أول مرة في الستينات بالولايات المتحدة الأمريكية ووظف لخدمة الأغراض العسكرية ، في السبعينات اخترع البريد الالكتروني واستغله العلماء وقادة الجيش للتواصل فيما بينهم، وفي الثمانينات أصبح الانترنت متاح في الجامعات الأمريكية فقط قبل أن ينتشر ويصبح متاح في العالم بأكمله مع بداية التسعينات لكن لم يستفد منه أنداك سوى الدول المتقدمة اقتصاديا، واليوم الكل يعرف مدى أهمية الانترنت في الحياة البشرية وكيف غيرها وجعلها سهلة وسلسة ، فالانترنت أصبح يلعب دور رئيسي في شتى المجالات والكل يرى انه في المستقبل القريب سيطغى بشكل أكبر مما هو عليه في الحاضر وستنقل كافة التعاملات التي يجريها البشر فيما بينهم في العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي وهدا تقريبا ما يحدث في الدول المتقدمة، ويبقى التحدي الكبير هو توفير الشبكة العنكبوتية لكل البشر أو على الأقل لأكبر نسبة ممكنة من ساكنة الأرض، فكما هو معلوم فعدد سكان العالم يبلغ حاليا تقريبا 7 مليارات من بينهم 2.7 مليار شخص هم فقط من يستطيعون الاتصال بشبكة الانترنت أي انه فقط من بين كل ثلاث أشخاص بالعالم يوجد فقط شخص واحد يستطيع الاتصال بالانترنت . الهدف من هده التدوينة ليس التطرق لتاريخ نشأة الانترنت أو أهميته في حياتنا اليومية وإنما تسليط الضوء على المحاولات الجادة التي تقوم بها كل من فيسبوك وجوجل من أجل توفير الشبكة العنكبوتية لكافة الناس .
فقبل ايام اعلن مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ومديرها التنفيذي الحالي مارك زوكيربرغ عن اطلاق مشروع يهدف الى تأمين خدمة الانترنت للجميع خاصة في المناطق النائية والبلدان النامية التي لا تتوفر فيها خدمات الانترنت الا على نطاق ضيق، هدا المشروع الذي اطلق عليه اسم Internet.org يساهم فيه الى جانب موقع فيسبوك ستة شركات كبرى من رواد صناعة التقنية والاتصال هم Sony Ericsson, MediaTek, Nokia, Opera, Qualcomm و Samsung وستعمل هده المجموعة سوية على إيجاد أفضل الطرق الممكنة لتوفير الانترنت بسهولة وفعالية والأهم بأقل تكلفة، ودالك من خلال إنتاج هواتف ذكية منخفضة التكلفة وابتكار طرق جديدة لتقليل البيانات التي يتم تنزيلها واللازمة لتشغيل تطبيقات الانترنت على الهواتف المحمولة.
فكرة هدا المشروع الذي يهدف إلى توفير الانترنت للجميع ليست هي الأولى من نوعها فقبل أشهر قليلة أعلن العملاق الأمريكي جوجل عن مشروعه "Google Loon" الذي ينصب في نفس السياق وهو توفير الانترنت لكافة الناس مع اختلاف الطريقة. من اجل تنفيذ هدا المشروع ستقوم شركة جوجل بتصنيع بالونات يتم نفخها بالهواء الساخن وإطلاقها على ارتفاع عالي يصل إلى 20 كلم عن سطح الأرض لتغطية اكبر قدر ممكن من المساحة، كل بالون من هده البالونات يحمل بداخله صندوق صغير يحتوي على المعدات الالكترونية والهوائيات التي تؤمن الاتصال فيما بينها وهي التي ستعمل على بث إشارات انترنت شبيهة بخدمة "3G" وبالفعل فقد انطلقت جوجل في اختبار هدا المشروع شهر يونيو المنصرم بنيوزيلندا .
رأيي المتواضع..... من أول وهلة يبدو بان كل من فيسبوك، جوجل ، سامسونغ وباقي الشركات التي تساهم في مثل هده المشاريع لها نية صافية وهي توفير الانترنت لكافة البشرية وخاصة الفقراء منهم باعتبار أن التواصل عبر الإنترنت هو حق من حقوق الإنسان حسب رأي مارك زوكيربرغ . لكن بقليل من التفكير والتأمل سيظهر لك جليا أن هده المشاريع تخفي بين طياتها هدف واضح هو المنافسة بين هؤلاء العمالقة على خلق واحتكار أسواق جديدة تعود عليهم بأرباح طائلة في المستقبل، فمثل هاته الشركات الناجحة يستحيل أن تقدم على أي خطوة إلا إذا حسبت لها ألف حساب، فمن غير المعقول بل هو شيء لا يقبله عقل أن تستثمر هاته الشركات مليارات الدولارات في مشروع ما من اجل فقط أن ينعم آهل السودان و شعب باكستان وغيرها من الدول الفقيرة بانترنت جيد وبأقل تكلفة دون أن يأخذوا هم النصيب الأكبر من الكعكة . فحاليا في العالم الافتراض الكل يعرف مدى المنافسة القوية بين شركتي جوجل وفيسبوك على استقطاب اكبر عدد من المعلنين على مواقعهم . وفي العالم الحقيقي هناك تدور معركة أخرى لا تقل ضراوة عن الأولى بطليها هما" سامسونغ "و" ابل" . كيفما سيكون الحال فهو حتما سيكون أفضل مما هو عليه حاليا في هده الدول فهده المشاريع ستضيق الخناق على الشركات المزودة للانترنت التي تستغل عدم وجود المنافسة فتقدم خدمات ضعيفة بأسعار خيالية وهو الشيء الذي لن يبقى مستقبلا إن نجحت هده المشاريع فالشركات الوطنية المحتكرة لهدا القطاع في هده الدول سيكون لزاما عليها الرفع من جودتها وخفض أسعارها إن هي أرادت الاستمرارية .
0 تعليقات على " فيسبوك يعلن التحدي ويعد بتوفير الانترنت مجانا لكافة البشر "